منتـــديــات سكـــر بنــات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلاّ وسهلاّ بكم في منتديات سكــر بنــات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفاننة والدلخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سكـــر البنـــات
المديرة
المديرة
سكـــر البنـــات


المساهمات : 140
تاريخ التسجيل : 18/04/2008

الفاننة والدلخ Empty
مُساهمةموضوع: الفاننة والدلخ   الفاننة والدلخ Emptyالثلاثاء أبريل 29, 2008 1:20 am

الفاتنة و الدلخ ..

كنت جالسا في غرفة المعيشة أشرب الشاي و أقراء الجريدة بهدوء و سكينة و أداعب رأس كلبي الوفي بيتر ،
و بينما أنا كذلك إذ سمعت تصبيخ أبواب في الردهة الخارجية فذهبت لأستطلع الأمر و إذا بوالدي قد قدم من الخارج و معه أكياس فأخذتها منه و قلت له : أتمنى أن يكون يومك سعيد يا والدي ..
رد علي والدي وهو يخلع حذائه : وين أمك بس .. قلت له بابتسامة خبيثة لم أتمكن من إخفائها : هل أشتقت إليها ..
قال لي وهو يصعد الدرج : من زينك أنت و أمك .. وينها فيه قلها تحط الغدا .. قلت له : أظنها كانت في الحديقة تقطف بعض البلح .. هل تريد أن أناديها
قال لي وهو يصعد إلى الأعلى : لاحوووول قايل لذا المرة لا تقربين النخل بس الظاهر ما يفيد فيها الكلام .. المهم بس لا تنسى و أنا أبوك ترى موعد الدكتور اليوم ..

أشرت إليه بالإيجاب .. ثم عدت إلى غرفة المعيشة و جلست أرتب الزهور على المنضدة و أتاملها بابتسامة بريئة تنم عن طيبة متأصلة و قلب نقي و مصالة متعدية
لكن صراخ والدتي قطع علي تأملي : يالله يا أبو بس ( يعني ابو قطوه ) و أنا أمك الغدا ..
قمت من مكاني و أنا أربت على رأس بيتر ثم ذهبت إلى حيث تتحلق عائلتنا السعيدة و جلست جوار والدتي على الغداء .. و بدأت أأكل بأناقة و هدوء ..
قال لي والدي وهو يلحس أصبعه : مد لي التمر و أنا أبوك ..
أخذت الشوكة و غزيتها بأحد التمرات ثم وضعتها في صحن والدي إلا أن والدي ألتفت إلي و قال : لاحول و لا قوة إلا بالله .. يا ولدي حرام اللي تسويه فيني ..
قلت لوالدي و قد تلاشت الابتسامة التي أرسمها دائما على خشتي : أتمنى أن لا أكون قد أغضبك ..
ما كان من والدي إلا أن أخذ التمرة و صنها في راسي و قال وهو يقوم من السفرة : لا تنسى موعد الدكتور بس ..

قمت خلف والدي من السفرة و جلست في الحديقة حزينا .. فأحسست بقدوم أمي من خلفي فبادرتها بالكلام : أرجوك يا أمي لا تقولي أي شيء .. فقط أحتاج الخلوة بنفسي ..
إلا أن والدتي سفهتني فلما ألتفت إليها وجدتها تتشمس و ما جابت خبري .. و لكنها ردت بعد دقائق : لا تنسى و أنا أمك ترى موعدك عقب صلاة العصر مع الدكتور ..

خرجت مع والدي بعد الصلاة إلى عيادة نفسية .. فدخلت مع والدي العيادة و جلس في الانتظار و جلست جانبه بعد أن ألقيت التحية على الجلوس ..
و إذا بشيخ كبير في السن و معه أبنه جالس بجانبه يبادر أبي بالكلام : سلامات وش اللي جايبكم .. رد أبي بعفوية شيابنا دون أدنى اعتبار لوجودي : أبد و الله الولد الله يصلحه مهبول و جايين نعالجه ( الله من زين الأسلوب ) ..

حزت تلك الكلمات القاسية في نفسي إلا أن رد الشيخ أشغلني عن مشاعر الحرقة : حتى أنا ولدي مهبول قبل كم يوم الله يصلحه قاشع باب البيت و لافعن به سواق الجيران ..
قهقه أبي و الشيخ الكبير على ذلك التصرف الأرعن و قال أبي وهو يخاطب أبن الشيخ : عاد وراك و أنا عمك مالفعت السواق بشي خفيف .. لازم يعني باب ..
رد الشيخ ضاحكا وهو يشير إلى أبنه : على حسب الواحد .. إذا صار الواحد مهوب يكرهه مرة فك حدى درايش البيت و لفعه بها ..
قال أبي ضاحكا : أجل شكل الولد الله يصلحه إذا زاد كرهه للواحد فك باب البايكة و جدعه عليه ..
فقال الشيخ وهو يغالب ضحكاته : الله يصلحه قايل لي أنه يبي يجاهد في أفغانستان بس ما رده إلا قل البيبان .. و هكذا استمر الشياب يذبون على الفتى المسكين الذي يتوارى خلف أبيه من شدة الخجل أما أنا فجلست متوجسا خائفا مرتبكا أن يأتيني الدور .. و حدث ذلك عندما وضع أبي يده على ظهري
( من زود الحنية يقاله ) و قال : لا الحمد لله .. هبال ولدي مافيه عدوانية مثل ولدك .. فقال الكهل متسائلا : وش فيه .. قال أبي : الله يصلحه كل فترة يتقمص شخصية .. و الحين يقولنا الدكتور اللي يعالجه انه متقمص دور دوق فرنسي و أنا يابومحمد مدري وش الدوق ..
التفت إلي الشيخ و بدا يتأملني مما أصابني بالخوف وقال لي : وش تبي بالفرنسيين و أنا عمك ( الله من زين السؤال ) ..

قلت له بأدب : عفوا يا سيدي أتمنى أن تعفيني من الإجابة .. فما كان من أبي إلا أن لفعني مع مقفاي و قال : رد على عمك ..
فقلت له : لا أعتقد أني أتقمص الأدوار فهذه طبيعتي .. نط أبي بالسالفة و قال بضيق : هذي عوايده يابومحمد .. مبهذلني بهذله .. يتقمص و لا يدري ..
فقال أبامحمد : أقول يأبوأبوبس دام عيالنا مهبل ورى ما نخليهم يجتمعون مع بعض منها ينسون الهبال اللي هم فيه و منها نطلعهم من الوحده اللي يعيشون فيها .. تدخلت في الحوار قائلا : أسف ياسيدي لن أتعرف على أبنك فأنا أخشى أن يؤذيني بتصرفاته الرعناء ..
التفت علي أبي و قال : عاد من زين تصرفاتك .. ثم استطرد حديثه وقد وجهه لأبومحمد : و الله زين يابومحمد خلاص بكره أن شاء الله أجيب ولدي عند محمد ..

لا تهاوش مع ولدهم و أنا أبوك لا يصنك في باب .. نطق أبي بتلك الكلمات و أنا أهم بالنزول من السيارة لبيت أبومحمد .. فقلت لوالدي : لم أقتنع بمحاولتكم جعلي صديقا لمحمد قسرا و لكن احتراما لمقامك سأحاول تقبل الوضع ..
قال لي أبي و علامات الاشمئزاز بادية على محياه : رح رن الجرس و لا تكثر بربرتك .. ذهبت لرن الجرس و فتح لي محمد و ذهبت معه و جلسنا في ملحق بيتهم حول الربع ساعة و محمد يبحلق بي بمنتهى السباهة دون أن ينطق بكلمة .. فقلت لمحمد : مابك ..
كان رد محمد أشكلا لم أتمكن من إخفاء إمتعاضي منه .. فقلت له مرة أخرى : أرجوك تكلم .. إلا أن الفرج جاء أخيرا بدخول أبومحمد علينا قائلا : روحوا يا عيال أقعدوا فوق بيجيني ناس الحين ..


( يتبعــ ــ ـ .. )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnan-66.mam9.com
 
الفاننة والدلخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــديــات سكـــر بنــات :: منتدى الاجتماع :: ღ القصص والرواياتღ-
انتقل الى: